الآن فلنطرح السؤال ما هي الأخلاق ؟ و مهما كان الجواب
لابد من التسليم بأن الأخلاق في حد ذاتها نسبية. فأخلاق الجيل الماضي ليست أخلاق
الجيل الحاضر و لن تكون أخلاق الجيل القادم. و أخلاق الأغنياء ليست أخلاق الفقراء.
و أخلاق الحاكم ليست أخلاق المحكومين. و أخلاق التقدم ليست أخلاق التخلف و أخلاق
العلم ليست أخلاق الجهل أو الدين. و الأمثلة مازالت متواصلة لكثرتها.
الأخلاق في السعودية تختلف عن الأخلاق في إيران و عنها
في موريتانيا و عنها في تونس و عنها في فرنسا أو في السويد و هكذا دواليك. و من
يعتقد أن أخلاق السعوديين أفضل أو أخلاق المسلمين أفضل هو واهم و يكفي أن ننظر
لسلوكات الناس في كل هذه البلدان و غيرها حتى نقتنع و نفهم أن المسألة ليست مسألة
دين بل مسألة سلوك تجاه الآخر. أي هي بالذات مسألة قبول بالآخر المختلف مما يترتب
عنه سلوك تسامح و تعايش بين الأشخاص المختلفين ولو إنتموا لنفس البلد أو لنفس
الدين أو غير ذلك على أساس المساواة في الحقوق و الحريات.