mardi 6 août 2013

الاستفتاء

راشد الغنوشي يريد إجراء استفتاء. الفكرة تبدو جميلة و أنا أوافق عليها و لكن بشرط باعتباره (الغنوشي) تقدم بها فإني أشترط طريقة عمل، حتى تكون الكفة متساوية بين جميع الأطراف و حتى لا يغضب أحد في هذه البلاد.

إذ أن يقترح الغنوشي اجراء استفتاء و أن يحدد كيف سيتم، باعتبار أن الجميع يعلم أنه الرجل القوي الآن و أشباه السياسيين يأتمرون بأوامره يحتوي على خطر كبير وهو تدليس النتائج بطريقة أو بأخرى كما كان يفعل بن علي وهي إعداد العدة و العتاد لكامل العملية أي إعداد الأرضية المناسبة طبقا لمعطيات مسبقة أو بالأصح طبقا لقواعد مسبقا موضوعة على قياس الحزب الحاكم و في هذه الحالة بعد التجمع أقصد النهضة.  و لتفادي جميع أشكال التعقيدات أقترح أن تقوم الأمم المتحدة بالسهر على إجراء الإستفتاء بتجنيد أعوانها أو أشخاصا تونسيين تختارهم هي و تجري كامل العملية تحت رقابتها و بمواصفاتها و ليس للدولة التونسية أو أي طرف تونسي أي تدخل إلا تعيين ملاحظين، و اللعنة عن السيادة و الاستقلالية و الامكانيات التونسية في هذه الحالة.
هذا لأن راشد الغنوشي تقدم باقتراح الاستفتاء بعد أن تأكد أن " الشرطة و الجيش و الإدارة ... إلخ " أصبحوا مضمونين. فكلنا يعلم كيف أجرت النهضة تعيينات في كامل أجهزة الإدارة من تعيين العمد، و المعتمدين، و رؤساء البلديات، و الولات و رؤساء مديرين عامين و إلخ و ذلك خاصة في وزارتي الداخلية و العدل. أي أن راشد الغنوشي باقتراحه يؤكد ما كان و لازال يسعى إليه وهو السيطرة على دوالب الدولة و بالتالي  كأننا بالنتائح ستكون 99،99 % للنهضة كما كانت في وقت من الأوقات للتجمع. الغريب في الأمر أن كل هذه الطرق و المعاملات و التكتيك و الإستراتجية تتبناها النهضة من سلفها السيئ الذكر التجمع و لا غرابة في ذلك فأغلب التجمعيين، و خاصة أولائك الذين كانوا يقومون بالأعمال الوسخة ( le sale boulot)، هم الآن في النهضة. الغريب في الأمر، كذلك، أن تاريخ التجمع لا يزال حديثا و نحن نعرفه و مع ذلك يتجرأ الغنوشي على استنساخه و كأننا لن ننتبه إلى ذلك و لعل ذلك مرده أن السيد الغنوشي لم يكن بيننا حين كان الشعب يعاني و يناضل كل بطرقه ضد بن علي، بل كان السيد في عرينه بلندن يتمتع بما طاب و لذ من متاع الدنيا.

كل هذا يعطينا فكرة عن أهداف النهضة، و خاصة الأساسي منها و هو السيطرة على المجتمع كلف ذلك ما كلف و مهما تطلب ذلك من خبث سياسي و أخلاقي. فالنتيجة في النهاية تبرر الوسيلة بالنسبة لسياسي ( الغنوشي) قضى عمرها يحارب السلطات القائمة و يحارب المجتمع ليصل إلى السلطة و يسيطر عليها و على المجتمع حتى يتبحبح في ثروات البلاد كما كان يفعل سابقوه. لكن هيهات فما كل مرة تسلم الجرة، وهذه المرة الأوضاع في البلاد متغيرة و لن يسمح أحرار تونس أن تتحول الثورة إلى نقمة على أبناءها لأن أحدهم انتقل إلى أمريكا ليقدم ولاءه إلى بين صهيون.  

1 commentaire:

  1. فكرة الاستفتاء فكرة مبتذلة في مثل ظروف البلاد الأمنية والسياسية والاقتصادية وطارجها مبتذل ومرتهن للهواية التي تحجب عنه القراءة السليمة لنتائج انتخابات 23 أكتوبر وحقيقة أنه لا يمثل الشيء الكبير في المجتمع إن جمع مع تلك القراءة فعل خيبات الأمل من سوء أداء حزبه وسلطته التنويكية

    RépondreSupprimer