jeudi 25 juillet 2013

إغتيال محمد البراهمي : الإرهاب يضرب مجددا

اليوم، مرة أخرى يضرب الإرهاب في بلادنا. اليوم، يتلقى المناضل محمد البراهمي، وهو عضو المجلس التأسيسي، في جسده إحدى عشرة (11) رصاصة و يسقط أمام باب بيته جثة هامدة. قتلوه اليوم 25 جويلية 2013 يوم عيد الجمهورية (و كان قد  دعى منذ يوم 23 من نفس الشهر إلى حل المجلس التأسيسي). قتلوه أمام أعين عائلته دون رحمة و لا شفقة. إنهم مجرمون.
ما يمكن الإشارة إليه عنصرين أساسيين يجب الإشارة إليهما حاليا.

أولا تصريح نورالدين البحيري المستشار السياسي لدى رئيس الحكومة الفاشلة، فاشلة، فاشلة، منذ يومين أنه سيتم الإعلان قريبا عن قاتلي الشهيد شكري بلعيد. و مثل هذا الكلام قد تعودنا به فكأن أعضاء الكحومة من حين إلى آخر يحقنون الشعب التونسي بمبنج لتهدئة الخواطر حول الإنخرام الفوضوي و تدني المقدرة الشرائية للمواطن التونسي، و هي عناصر ملحوظة لجميع الملاحظين في الشارع التونس، كما تهدف هذه التصريحات لتهدئة الخواطر بسبب انعدام الأمن في البلاد.
ثانيا أن اليوم هو عيد الجمهورية السادس و الخمسين (56). و كما اعتادت حكومتنا فإنها لا تحتفل مع الشعب بالأعياد الوطنية لأنها لا تعترف بها كما لا تعترف بمقومات الدولة الحالية بل هي تسعى من خلال كل مظاهر الفوضى و الإنخرام الأمني و تعيين أعوانها في مختلف مفاصل  الدولة إلى زعزعة أركانها لأن قناعاتهم هي إقامة الخلافة بما تحتويه من تجميع كل السلطات في يد شخص واحد و بالتالي تأسيس نظام سياسي دكتاتوري لا يعترف بالتفريق بين السلط و بالتوازن بينها.
جاء، إذن ، اغتيال المناضل محمد البراهمي كرد على كلام نورالدين البحيري من أولائك الذين نفذوا اغتيال شكري بلعيد كأنهم يقولون له من أين جائتك الجرئة للقيام بتصريح كهذا و حتى إن توصلتم إلى حقائق اغتيال شكري بلعيد فإننا قادرون على اعتيالات أخرى و هذا أولها و هو بنفس طريقة و الأدهى من ذلك إنه في وضح النهار. بمعنى الحكومة فاشلة فشلا ذريعا في الحفاظ على الأمن و في تأمين حياة و سلامة معارضيها بل لعلها بمواقفها المتراخية تشجع المتطرفين على القيام بأكثر أعمال وحشية مثل الإغتيالات.
ثم جاء هذا الإغتيال كعملية إجرامية تمس التونسيين في كينونتهم، في كرامتهم، في حريتهم في مكتسباتهم المدنية  باعتبار حدوث الإغتيال يوم عيد وطني و هو الإحتفال بإعلان الجمهوري السادس و الخمسين.


و لهذا التاريخ الوطني معاني و دلالاتي وطنية متعددة أولها أن تونس منذ الإستقلال و هي تقاوم لتصبح حرة مستقلة فعليا و لكن هناك تيارات ترفض ذلك و هذه التيارات هي تيارات دينية متطرفة على رأسها بدون شك حركة النهضة بما عرف عنها من أعمال إجرامية منذ تأسيسها تسعى من خلالها إلى الوصول إلى الحكم. بمعنى آخر لا دولة و لا جمهورية لتونس، اليوم كما كانت سابقا، بل أصبحت البلاد مهددة في وجودها بعد أن اعتلت الحكم حركة متطرفة تاريخها حافل بالأعمال الإجرامية. 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire